أسباير تمول ثلاثة مراكز بحثية افتراضية لتعزيز التكنولوجيا الحيوية للطب الدقيق، والأمن الغذائي، والطاقة المستدامة
تماشياً مع التزامها بالمساهمة في إيجاد الحلول لبعض التحديات الأساسية التي يشهدها العالم اليوم، تعتزم أسباير، ذراع إدارة البرامج التكنولوجية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في إمارة أبو ظبي، تمويل ثلاثة مراكز بحثية افتراضية في الجامعات الكائنة في الإمارة. حيث يمثل التمويل التراكمي البالغ أكثر من 200 مليون درهم إماراتي على مدار خمس سنوات استثماراً ضخماً وهاماً في تطوير البحث والابتكار، ويسلط الضوء على التزام حكومة أبوظبي ببناء أبحاث على مستوى عالمي في القطاعات ذات الأولوية للإمارة.
وستقوم جامعة الإمارات العربية المتحدة باستضافة اثنين من المراكز البحثية الافتراضية. ويركز معهد أبوظبي للبحوث الافتراضية للطب الدقيق برئاسة مدير المعهد البروفيسور ميلوس ليوبيسافليفيتش، على تحويل أبحاث التكنولوجيا الحيوية في إمارة أبوظبي لضمان تحقيق أثر إيجابي ومستدام في قطاع الرعاية الصحية من خلال رفع جودة الحياة وإطالة عمر الإنسان. وسيعقد المركز البحثي الافتراضي شراكات مع كل من جامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي، ومستشفى كليفلاند كلينك، بالإضافة إلى إقامة علاقات تعاون مع كل من جامعة جونز هوبكنز وجامعة كولمبيا وجامعة نورث كارولينا وغيرها.
ويسعى هذا المركز إلى تلبية الحاجة العاجلة في الإمارة لتوفير نظام رعاية صحية متكامل يركز على الطب الدقيق، حيث سيتم تصميم عمليات التشخيص والمتابعة والعلاج من خلال هذا النظام ليلبي الحاجات الفردية للمرضى وفق أساسات علمية بحتة. كما سيقوم المركز بتطوير مجموعة من مشاريع البحث التي تتطرق إلى بعض الأمراض الرئيسية وتقود عملية رفع مستوى الرعاية الصحية والسريرية في الإمارة وذلك بالشراكة مع هيئة الصحة - أبوظبي.
ويهدف المعهد الثاني الذي تستضيفه جامعة الإمارات العربية المتحدة، معهد أبوظبي الدولي للبحوث الافتراضية للأمن الغذائي في المناطق الجافة، تحت إدارة الدكتور إلكي نيومان، إلى تحقيق الأمن الغذائي في المناطق الجافة. وسيتعاون المعهد مع جامعة خليفة، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وهيئة البيئة - أبوظبي، وجامعة كاليفورنيا في مدينة ديفيس وجامعة فاخينينجن، وذلك للمساهمة في أهم الابتكارات المطوَّرة في زراعة النباتات الحضرية المحمية، والحراجة الزراعية الحضرية، وتربية الأحياء المائية والحشرات وزراعة الطحالب.
وسيوفر المعهد البحثي الافتراضي أيضاً من خلال أنشطته منصات بيانات وأدوات محاكاة متطورة لتتبّع الأمراض المنقولة من خلال الحيوانات والأغذية ومقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للمستهلكين والتوجهات الرائجة في أسواق الغذاء المحلية والعالمية.
وتستضيف جامعة خليفة المعهد البحثي الافتراضي الثالث، الذي يركز على إنتاج الطاقة المستدامة وتخزينها واستخدامها وتطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة المتقدمة. وسيتعاون المعهد مع جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة أبوظبي، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعهد الهندي للتكنولوجيا وغيرها من المؤسسات الدولية الأخرى.
وتغطي الأنشطة الأساسية للبحث والتطوير في المعهد تقنيات متطورة في مجالات توليد الطاقة المستدامة، وتخزين الطاقة، وتحقيق التكامل في مجال الطاقة المتجددة، والشبكات الذكية، والكفاءة في استخدام وإنتاج الطاقة، إذ تمتلك كل هذه الجوانب أهمية كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة في أبوظبي. وسيساهم المعهد البحثي الافتراضي، بقيادة الدكتور صموئيل ماو، في تقديم التوصيات الفعالة لإصلاح السياسات بهدف ترسيخ الصورة العالمية لأبوظبي بصفتها جهة رائدة في مجال استدامة الطاقة.
وقال الدكتور آرثر موريش، الرئيس التنفيذي لأسباير: ""يسعدنا التعاون مع جامعات أبوظبي التي تعد حاضنات رئيسية للجيل القادم من المواهب المحلية وجهات رئيسية ذات تأثير كبير في إعداد علماء المستقبل. ومع التركيز المتزايد على جوانب الاستدامة في كافة مجالات حياتنا، أصبح بإمكاننا الآن تقديم الدعم اللازم للأبحاث المتقدمة في هذه المجالات ذات الأولوية. ونتطلع إلى رؤية التأثير الإيجابي الذي ستحققه المعاهد البحثية الافتراضية على المدى البعيد، وإلى توصياتها التي ستساهم في الارتقاء بالمستوى المعيشي للسكان بفضل التطبيقات الفعالة وواسعة النطاق في مجال الرعاية الصحية والأمن الغذائي وإنتاج الطاقة المستدامة داخل حدودنا وخارجها"".
ومن جانبه، قال الدكتور راي جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: ""نحن فخورون بدورنا وبمساهمتنا في تعزيز الدور الريادي لأبوظبي وترسيخ صورتها في مجالات الابتكار الزراعي والطاقة المستدامة والسلامة الغذائية. وستساهم المعاهد البحثية الافتراضية المقترحة بشكل كبير في تحسين نظام الرعاية الصحية في الإمارة، وإيجاد استراتيجيات جديدة لضمان سلامة الغذاء، وتنفيذ خطط محكمة تحقق التغيير المستدام من خلال الطاقة المتجددة. ونأمل عبر هذه المعاهد البحثية الافتراضية بأن نبني جسوراً من التعاون المثمر مع مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم وتعزيز التفاعل في القطاع وتحقيق رؤية هذه البرامج"".
يذكر أنه منذ تأسيس مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أكتوبر 2020، بدأت أسباير بتصميم وإطلاق العديد من التحديات الكبرى والمسابقات الدولية في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وتعد أسباير شريكاً وراعياً رئيسياً لمسابقة ""إكس برايز إطعام المليار التالي"" التي يمولها برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية ""غداً 21"". وتهدف المسابقة إلى إيجاد حلول فعالة للقضاء على الجوع العالمي وتعزيز الأمن الغذائي.